السبت، 8 مايو 2010

معا 00فى حب الله
نعمة الصبر من الله
بقلم /أسامة مصطفى أحمد
مسئول الإعلام والعلاقات بجامعة بنى سويف
جلست أناجى الله ربى ولم أطلب سوى الغفران
الصراعات والدمار والهلاك هنا وهناك فى كل مكان
أشد من الاعصار أشد من أنفجار بركان
أأخرج من شر نقتى إلى أى مكان وفى أى زمان ؟؟
بعيداً عن النفاق والراياء عندما نتسمك جميعاً بالأديان
أم أظل مستسلما جالسا مكتوف الأيدى واللسان ؟
ماأريده أن نتمسك جميعا بالإيمان
كلما 00 تحطمت الطمأنينة والأمان
ندعو الله لهداية الأنسان فكنت أحسبه فى شدة البنيان
يصبح مثل نجاح بعوضة عندما يصاب بالسقم والهذيان
يصبح ضعيفاً واهناً أو أضعف من ذلك كمان
ماذا يكون حال الشخص عندما تقضى عليه الأحزان ؟
ويترك نفسه سابحاً فى عالم التوهان
لاليس حل المشاكل كما يزعمون النسيان
إنما المواجهة والصبر والحل يؤخذ بالقسط والميزان
وستحصل على ماتريد وستحاط برحمة الرحمن
فتوجه إلى الله بصدق وبالصبر تفرج الكرب والأحزان
(مولد يا بلد,والسلطان الحائر فى بنى سويف وببا0 )
الموسم المسرحى فى محافظة بنى سويف يبدأ قويا,فعلى مسرح قصر ثقافة بنى سويف يتم عرض مسرحية "مولد يا بلد" تأليف أبو العلا السلامونى , إخراج الدكتور رضا غالب ,ويقوم ببطولتها الممثل الفنان الكبير ابن بنى سويف إسماعيل شاهين ,والفنان أيمن سليمان بجانب مجموعة من الممثلين الشباب ,ويقوم بالإخراج التنفيذى للمسرحية الفنان الكبير المعروف كامل عبد العزيز 0
وعلى مسرح قصر ثقافة ببا تقوم فرقة ببا المسرحية ، بتقديم المسرحية الشهيرة "السلطان الحائر " للكاتب العملاق توفيق الحكيم , ويقوم بإخراجها المخرج السويفى القدير سمير الخليلى ,المسرحية بطولة الفنانة المسرحية الكبيرة إيمان عبد الحليم .
الموسيقى العربية فى مهرجان الصعيد 0
الفرقة القومية للموسيقى العربية ببنى سويف ,بقيادة المايسترو إيمان جنيدى ,تشترك فى مهرجان الموسيقى العربية بأقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافى ,تشترك فى المهرجان الفرق الموسيقية بمحافظات الإقليم الثلاث بنى سويف , الفيوم ,والمنيا ,يقام المهرجان بمحافظة الفيوم فى شهر أبريل 2010 0
المعروف أن الفرقة القومية للموسيقى العربية ببنى سويف قد حققت أخيرا مستوى رائعا بقيادة المايسترو أيمان جنيدى 0
كلمة لبلدى
الهزيمة كانت أشرف
بقلم /" إسماعيل بكر"
أعتقد كما يعتقد معى الكثيرون أن موضوع مقالى هذا يهم بلدى بنى سويف ، كما يهم كل مكان أخر على أرض مصر ، وذلك لأنه يرتبط تماما بالأخلاقيات ، وتربية النشء والشباب وبالتالى بمستقبل مصر كلها 0
نعرف جميعا أن المجال الرياضى هو الوحيد الذى يتعلق به كل شبابنا تقريبا ، وبالتالى فهو الأكثر تأثيراً على تكوينه الأخلاقى ، ومعتقداته الفكرية ، وأسلوبه فى الحياة 0 ولقد فطن أجدادنا من قبلنا إلى ذلك ، فاستغلوا الرياضة استغلالا جيدا فى تربية الأجيال تربية صالحة ، وتركوا لنا الحكم والأمثال التى تقول إن الرياضى صاحب أخلاق فاضلة ، فهو صادق ، أمين ، مخلص ، شجاع ،ومتعاون ، وما إلى ذلك من الصفات الجيدة التى تبنى مجتمعا فاضلا 00 فهل من المعقول أن نأتى الآن ونقلب كل هذه المعانى والمعتقدات رأسا على عقب ، وتصبح الرياضة هى النموذج المحرض على الغش ، والكذب ، والنفاق ، والجبن ،وضياع الكرامة ؟!
لقد تحملنا فى الفترة الأخيرة الكثير من الأخطاء التى حدثت فى المجال الرياضى من اللاعبين ، والمدربين ،والإداريين ،والمنظمين ،بل والمسئولين ،لكن الطامة الكبرى التى لايمكن التغاضى عنها ،أو قبولها هى أخطاء الحكام ،فالحكم فى الملعب تماما كالقاضى الجالس على المنصة فى أية محكمة ، لذلك فهو يسمى قاضى الملعب ، والمعروف عن القضاة هو العدل ، والنزاهة ،والإنصاف 0لكن فى مباراة كرة القدم التى تمت أخيرا بين نادى الأهلى ونادى إنبى ،نجد أن الحكم قد ضرب عرض الحائط بالعدالة فى تحيزه لنادى الأهلى ، على حساب نادى إنبى المسكين ، الذى خرج من المباراة مهزوما بقرار من الحكم ، وقد يقول البعض إن الحكم بشر، ليس معصوما من الخطأ ،وهذا صحيح تماما ,ولقد حدثت أخطاء وستحدث أخطاء من الحكام تقع فى نطاق الخطأ البشرى غير المقصود , فلا تخيفنا أو تقلقنا 0 لكن ما حدث من طاقم التحكيم فى هذه المباراة لا يمكن أن يدخل ضمن هذا , فعندما يتم إلغاء هدف صحيح أحرزه نادى إنبى , ثم يعود إنبى فيحرز هدفا صحيحا ثانيا , فيتم إلغاؤه أيضا , ثم يحتسب الحكم ضربة جزاء ضد نادى إنبى من أجل خطأ أرتكبه أحد لاعبيه , فيحرز الأهلى منها هدفا , ثم لايحتسب ضربة جزاء ضد الأهلى لنفس الخطأ عندما ارتكبه لاعب من الأهلى , كل هذا عيانا بيانا , جهارا نهارا ,على عينك يا تاجر , فيخرج الأهلى فائزا بالمباراة 0
فهل يعد هذا ضمن الخطأ البشرى غير المقصود ؟ !
إن النادى الأهلى كبير , وعريق , وقوى ,وهوليس فى حاجة لمثل هذا التحيز الفاجر والمهين لكى يكسب مباراة يضيف بها ثلاث نقاط إلى رصيده , فهو قادر بلاعبيه وبإمكانياته على أن يكسب بشرف , وأقول إن هذا التحكيم الظالم المتحيز قد أساء إلى الأهلى نفسه قبل أية جهة أخرى , وسيظل هذا الفوز غير المستحق سبة وعارا فى تاريخ الأهلى الكبير , ونقطة سوداء فى مسيرته ناصعة البياض , ورغم أن النادى الأهلى نفسه ليس له يد مباشرة فى هذا التحيز التحكيمى الصارخ فإنه قد وقع فى الخطأ عندما قبل هذا الفوز وهلل له , وكنت أتمنى من النادى الأهلى أن يصدر بيانا – رغم نتيجة المباراة التى فى صالحه – يستنكر فيه تلك الأخطاء الفادحة التى ارتكبها طاقم التحكيم , ويعلن أنه برئ منها , وبهذا كان يستطيع أن يقدم سابقة رائعة فى النزاهة والشجاعة يؤكد بها تلك المقولة التى تقول إن الأهلى نادى المبادئ والقيم 0
والآن دعونى أوجه كلمة لشبابنا فأقول : أيها الشباب لا تصدقوا أن الظلم والغش وبيع الضمير يأتى بالفوز 00 وأقول للحكام : ضربتم أسوأ مثل لشبابنا , ولطختم تاريخ التحكيم فى مصر بالعار 00 وأقول لنادى الأهلى : لا تفرح بمثل هذا الفوز ولا بنتائجه , فالهزيمة كانت أشرف 0
"أمومة"
شعر/ نهى عبد الرحمن
عشقتك قبل أن تبدو لعينى وأنت بداخلى أمشاج تحيا
تهدهدنى على وعد جميل وتوقظنى وفى الأعماق ريا
كأنى ماحملت سواك قبلا وماجريت من ذا الأمر شيا
فكم من مرة حدثت روحى وكم حدثتهن بما لديا
مدى الساعات شغلى ياحبيبى فإن عفوا سهوت 00 سعيت فيا
تذكرنى 00وتغمرنى 00فأهوى عذابى كلما ذكرتنيا
وتأتلق المواسم فى كيانى ويضحك نورها فى ناظريا
أنا أهواك 00بانبضى وبعضى لأنت أعز من نفسى عليا
أنا أهواك 0لست أضيف شيئا إلى معنى الأمومة يابنى
ولكنى سأبذل كل جهدى لتحيا ملك نفسك 00أريحيا
تطوير الأداء بأندية الأدب بقصور الثقافة
قررت الهيئة العامة لقصور الثقافة متابعة تطوير وتحسين الأداء بأندية الأدب الموجودة بقصور الثقافة بجميع محافظات مصر ، وذلك بقيام المسئولين عن جهاز الثقافة العامة بالهيئة بزيارة قصور الثقافة على مستوى الجمهورية ، والاجتماع بمجالس إدارات أندية الأدب وأعضائها ، وبحث المشاكل التى تواجه العمل الأدبى ، والنظر فى بعض مواد اللائحة الخاصة بتنظيم العمل بهذه الأندية 0
وقد حضر لبنى سويف الشاعر محمد أبو المجد أحد مسئولى الثقافة بالهيئة بالقاهرة ، حيث اجتمع مع مجالس إدارات أندية الأدب فى بنى سويف وإهناسيا والفشن ، وبعض رموز الحركة الأدبية بالمحافظة ، واستمر الاجتماع حوالى ثلاث ساعات ، وتم استعراض جميع العقبات التى رد محمد أبو المجد على الكثير منها ، ووعد ببحث الباقى مع المسئولين فى القاهرة 00يارب تكون النتائج مرضية 0
ثقافة الطفل
" إلى كل أطفال بلدى أصحاب المواهب الأدبية المبكرة "
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
" قصة للأطفال "
الكلمة السحرية
" وسام " فتاة فى المرحلة الإبتدائية ، ذكية ومؤدبة ، لكنها فى كثير من الأحيان تنسى الأسلوب المهذب فى الحديث 0
فى أحد الأيام كانت تجلس فى ا لمنزل وتقوم بعمل الواجب المدرسى ، وبجانبها جلست أمها 00 شعرت وسام بالعطش، فنظرت إلى أمها وقالت لها : أريد ماء ياأمى 00فلم ترد عليها أمها 0 فعادت وسام تقول : ماء ياأمى أريد ماء 0لكن الأم نظرت إليها وقالت لها : قبل أن أعطيك الماء، سأحكى لك قصة قصيرةجداً 00قالت وسام : أنا أستمع إليك ياأمى 0
بدأت الأم تحكى وتقول: فى أحد البلاد علم الناس بوجود مغارة مملوءة بالذهب والمجوهرات الثمينة ، فذهبوا إليها جميعا يريدون أن يأخذوا مافيها ، فوجدوا بابها مغلق، حاولوا فتحه فلم يستطيعوا ، فأحضروا الفئوس والمعاول وظلوا يضربون بها الباب بشدة ، لكنهم أيضاً لم يستطيعوا ، وظل الباب مغلقا 0 بعد أيام جاء رجل حكيم وقال لهم إن الباب لن يفتح أبدا بهذا الأسلوب، فقالوا له : ماذا نفعل إذن أيها الرجل الحكيم ؟ فقال لهم : هناك كلمة سحرية إذا قلتها سيفتح الباب على الفور00 وبمجرد أن نطق الرجل بالكلمة فتح الباب 0
قالت الأم لابنتها وسام : هل تعرفين يا وسام ماهى الكلمة السحرية التى قالها الرجل ؟
وكانت وسام بنتا ذكية ، فنظرت إلى أمها بخجل وهى تقول : نعم ياأمى لقد عرفتها إنها كلمة "من فضلك "0
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هل تعرفها ؟
سـفـيـنة الهواء تطير فى الفضاء
تسير فى الرياح مبسوطة الجـنـاح
مـنظـرها فى الجو كالـطـائر المدوى
تئز وهى هادرة مثل أزير القاطرة
ربـانها يرفعهـا بــآلــة تــدفـعـهـا
يـجتاز فيها الأفقا يخـط فيهـا طرقا
وقت الحروب نقمه وفـى السلام نعمه
وهكذا ابن آدم أعـجوبة فى العالم
"ركن الأصالة "
إلى كل محبى الشعر العربى الأصيل
عن لسان حال اللغة العربية
لشاعر النيل :" حافظ إبراهيم "
رجعت لنفسى فاتهمت حصاتى وناديت قومى فاحتسبت حياتى
رمونى بعقم فى الشباب وليتنى عقمت فلم أجزع لقول عداتى
ولدت ولم أجد لعرائسى رجالا وأكفاء وأدت بناتى
وسعت كتاب الله لفظا وغاية وماضقت عن آى به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة وتنسيق أسماء لمخترعات ؟
أنا البحر فى أحشائه الدر كامن فهل ساءلوا الغواص عن صدفاتى ؟
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسنى ومنكم وإن عز الدواء أساتى !
فلا تكلونى للزمان فإننى أخاف عليكم أن تحين وفاتى
أرى لرجال الغرب عزا ومنعة وكم عز أقوام بعز لغات
أتوا أهلهم بالمعجزات تفننا فياليتكم تأتون بالكلمات !
أيطربكم من جانب الغرب ناعب ينادى بوأدى فى ربيع حياتى ؟
ولو تزجرون الطير يوما علمتم بما تحته من عثرة وشتات
سقى الله فى بطن الجزيرة أعظما يعز عليها أن تلين قناتى
حفظن ودادى فى البلى وحفظته لهن يقلب دائم الحسرات
أرى كل يوم بالجرائد مزلقا من القبر يدنينى بغير أناة
وأسمع للكتاب فى مصر ضجة فأعلم أن الصائحين نعاتى
أيهجرنى قومى 0 عفا الله عنهم إلى لغة لم تتصل براوة ؟
سرت لوثة الأعجام فيها كما سرى لعاب الأفاعى فى مسيل فرات
فجاءت كثوب ضم سبعين رقعة مشكلة الألوان مختلفات
إلى معشر الكتاب ، والجمع حافل بسطت رجائى بعد بسط شكانى
فإما حياة تبعث الميت فى البلى وتنبت فى تلك الرموس رفاتى
وإما ممات لاقيامة بعده ممات لعمرى لم يقس بممات





"قصة قصيرة"

قرابة درجة أولى"
بقلم / إسماعيل بكر
أحب النوم العميق00 أفرح عندما أذهب إلى فراشى ، فكثيرا ما أراها خلاله 00منذ رحلت عن عالمى الخارجى الظاهر ، أصبحت تعيش فى عالمى الداخلى غير المرئى 0 كانت وسيلتى الوحيدة لرؤيتها هى النوم ، لكن مضت فترة طويلة لم أرها فيها ، اشتد شوقى لها 00 نمت هذه المرة تصحبنى فرحتى المعتادة 0
أمامى ميدان كبير مكتظ بالناس 00لاأعرف سر هذا الزحام 00اقتربت 00اندسست فيه 00فجاة وعلى مسافة غير بعيدة عنى برز لعينى من قلب الزحام ذلك الوجه الحبيب 0 احتوته نظراتى بلهفة 00جميل هو كما عهدته ، بل أصبح أكثر جمالاً، صار فاتناً، نظراته تتركز نحوى 00 استولى علىّ فرح طاغ 00 بكل قوتى بدأت أشق طريقى فى الزحام إليه 0كلما جاهدت متقدما اتسعت المسافة بيننا صرخت مناديا: أمى 0
فردت ذراعيها نحوى لكن طوفان الزحام ظل يبعدها عنى 00 فزعت ، صرخت من جديد :
ــ أمى 00لماذا تبعدين عنى ؟
ردت بصوتها الجميل :
ــ أبدا لم أبعد عنك 0
ــ منذ وقت طويل لم أراك 0
ــ لايهم فأنا أقيم دائما بداخلك 0
ــ وأين تذهبين الآن ؟
ــ إلى حيث إقامتى عندك 0
ارتفعت يدها ملوحة لى ، وقبل أن تغيب عنى ارتفع صوتى قائلا:
ــ لقد ازددت جمالايا أمى 0
اختفت فى أحد المنعطفات ، لكن ابتسامتها الحانية ظلت أمامى لاتغيب 0
نهضت 00خرجت إلى الشارع 00النشوة تلف كيانى 00ليست لى وجهة معينة 00بعد فترة لاأعرف طولها وجدتنى أمام منزل العائلة 0توقفت 00 مرت سنوات عمرى الأولى فى مخيلتى كلمح البصر 00 صورة أبى تبرز أمامى 0إنه مازال يقبع فى نفس حجرته 0رغم تقدمه فى السن فإنه مازال يمارس دكتاتوريته القديمة 00 زمن طويل مضى منذ آخر مرة تحدثت معه ، لاأرتاح كثيرا فى حضرته 0
هممت بمتابعة السير 0 فاجأتنى فكرة 0 لماذا لاأصعد وأروى له حلمى الجميل ، لأرى ثأثيره على ملامح وجهه القاسية ؟
طرقت الباب ، فتحته زوجته وهللت لمقدمى 0 أخبرتنى أنه مستيقظ بحجرته 00 دخلت متوجسا 0فى الوسط توقفت غاضبا 0كانت الحجرة خاوية 0
صحت أنادى زوجته ، أقبلت مسرعة ، بادرتها بحدة : ــ أتسخرين منى؟
باتت على ملامحها الحيرة وعدم الفهم 0ردت :
ــ ماذا تعنى ؟
ــ أين أبى ؟
زادت حيرتها وهى تقول
ــ أبوك أمامك 0
ــ ليس أمامى سوى الفراش خاويا 0
ــ سلامة الشوف يابنى ، أبوك أمامك على السرير 0
ــ هل تظنيننى مجنونا؟ أنا لاأرى أحدا0
تحولت بوجهها عنى ، نظرت إلى الفراش وقالت:
ــ كلمه ياأبو عبده ، يمكن لما يسمعك يصدق إنك موجود 0
بعد برهة صمت قالت لى :
ــ ها 0سمعته وصدقت إنه موجود ؟
صرخت عاليا:
ــ أنا لاأسمع أحدا ولا أرى أحدا 0
اندفعت خارجا من الحجرة ومازالت صرخاتى تتردد لتملأ المنزل 0
فى أعقابى كانت تلاحقنى كلمات زوجة أبى الحزينة :
ــ ماذا جرى ، إنه لايرى أباه ولايسمعه 0 لاحول ولاقوة إلا بالله !!

أنا00 وأدباء مصر " 13" الجزء الثانى

شيخ النقاد الأستاذ الدكتور عبد القادر القط

فى مكتب السيد المحافظ
كان المحافظ محمد حسين مدين قد طلب منى أن أخبره بميعاد إقامة المهرجان عندما يتم تحديده ، وبالفعل قابلته فى مكتبه وأخبرته بالميعاد ، وأيضا بعدد الضيوف الأدباء الذين سيحضرون من القاهرة ، وكان سيادته يعرف مسبقا الأستاذ عبد التواب يوسف ، والدكتور أحمد عتمان ، ودهش جداً من مقدرتى على تجميع مثل هذا العددد من كبار الأدباء فى مهرجان واحد خارج القاهرة 00وعندما سأنى عن موعد بدء المهرجان بقصر الثقافة ، أخبرته أنه الثامنة مساء ، فسألنى عن موعد وصول الضيوف لبنى سويف ، أخبرته أنهم يصلون فى الثالثة ظهراً ، فأمرسيادته بتجهيز الاستراحة الخاصة بالمحافظة لاستقبالهم بعد تناول وجبة الغداء ، ليستريحوا بها بعض الوقت ، ثم طلب أن يستقبلهم فى مكتبه فى تمام السابعة ، ويستمر اللقاء حتى الثامنة حيث يبدأ المهرجان 0
فى صباح يوم المهرجان سافرت إلى القاهرة ، وتوجهت إلى مقر الثقافة الجماهيرية حيث كانت قد خصصت لنا أتوبيسا نستقله من القاهرة إلى بنى سويف والعودة 00فى الميعاد وصل الدكتور القط ومعه الأستاذ عبد الله خيرت ، وركبنا ثلاثتنا الأتوبيس حيث طلب الأستاذ عبد التواب يوسف والدكتور أحمد عتمان الحضور بوسائلهما الخاصة ، وأيضا كنت قد اتفقت مع الصحافية المشهورة " ناهد عز العرب " من مجلة الإذاعة والتيفزيون على الحضور لتغطية المهرجان 0
وصلنا إلى بنى سويف ، ووصل أيضا باقى الضيوف 00وسار البرنامج تماما كما هو معد له ، وفى تمام الساعة السابعة مساءً كنا ندخل إلى مكتب السيد المحافظ الذى فؤجئت به يقف على باب مكتبه لاستقبالنا ، ومع الحفاوة البالغة قاد الضيوف إلى الداخل ، كانت السعادة بادية على وجه السيد المحافظ ، ودارت مناقشات رائعة بينه وبين الضيوف ، ولما كانت هذه هى المرة الأولى التى يلتقى فيها بالدكتور القط لذا بدت حفاوته به أكثر ، وأثناء المناقشات أشاد الدكتور القط بى كثيراً ، وحذا حذوه باقى الضيوف ، وأشهد أن اللواء محمد حسين مدين كان واسع الثقافة والاطلاع بدرجة لم أشهدها فى أى محافظ غيره 0 وقد تم تصوير هذا اللقاء بكاميرات الفيديو الخاصة بالمحافظة0
دون أن نشعر وجدنا الساعة تقترب من التاسعة إلا الربع ، نهضنا جميعا وتوجهنا إلى قصر الثقافة حيث بدأ المهرجان فى التاسعة ، وانتهى فى الثانية عشرة ليلا ، وأصر السيد المافظ على حضور المهرجان حتى النهاية 0وصعد بنفسه إلى خشبة المسرح لشكر الضيوف وتهنئتهم 00ولقد كان هذا المهرجان من أنجح وأقوى المهرجانات الأدبية التى شهدتها بنى سويف حتى الآن 0
بعد أيام وصلنى خطاب شكر من السيد المحافظ ، وأيضا تمت الموافقة على تسليمى الشقة السكنية ، وهى التى أعيش فيها الآن 0
الخليل بن أحمد الفراهيدى أولاً
كان من الطبيعى أن تتوطد الصداقة بعد هذا المهرجان بينى وبين الدكتور عبد القادر القط ، وتعددت لقاءاتنا ، وكثرت جلساتنا فى مكتبه بمجلة إبداع وكنت الوحيد تقريباً من محافظة بنى سويف الذى تنشر أعماله بهذه المجلة الأدبية العريقة وكثيراماكان يعطينى أثناء جلساتنا بعض الأعمال الأدبية التى ترد إلى المجلة لقراءتها وإبداء الرأى فيها 00وأذكر واقعة حدثت أمامى ، فأثناء جلوسنا بمكتب المجلة حضر شاب واستأذن فى الدخول ، ثم أخرج من جيبه ورقة مطوية وهو يقول للدكتور القط : أنا شاعر وأريد نشر هذه القصيدة بالمجلة 00تناول الدكتور منه القصيدة ونظر فيها قليلاً ثم أعادها إليه وهو يسأله : أى نوع من الشعر هذا ؟ فرد الشاب : إنها من الشعر الحديث ، أقصد قصيدة النثر 00فسأله الدكتور القط : هل كتبت الشعر الخليلى ، يعنى الموزون والمقفى ؟ 00قال الشاب : لا 00فقال الدكتور القط 0هل تعرف بحور الشعر الخليلى ؟00رد الشاب: لا 00وهنا قال الدكتور القط : يابنى تعلم أولاً الشعر العربى واكتب به ، ثم بعد ذلك أقبل منك هذا الشعر الحديث ، " يابنى الخليل بن أحمد الفراهيدى أولا"0
صالون كازينو غرناطة
بعد أن ترك الدكتور عبد القادر القط رئاسة تحرير مجلة إبداع ، كان لابد أن نلتقى ، وهنا أخبرنى الدكتور القط بأنه يجلس صباح كل يوم جمعة مع بعض من أصدقائه فى كازينو هادئ جميل بضاحية مصر الجديدة واسمه " كازينو غرناطة " وتستمر جلسة الأصدقاء حتى موعد صلاة الجمعة ، وقال لى إنه يسعده أن أنضم إلى هذه الجلسة إذا أردت ذلك 0
أصبح السفر إلى القاهرة والذهاب إلى كازينو غرناطة كل جمعة طقسا من طقوس حياتى 0أنام مبكرا الخميس ليلا ، لأصحو مبكرا صباح الجمعة ، أبدأ السفر لأكون فى تمام الساعة التاسعة جالسا على مقعدى بالكازينو ، وغالبا ماكنت أصل قبله بدقائق ، وعندما جاء ورأنى أول مرة ، فوجئ تماما ، وأقبل على سعيدا يحيينى بشدة ، وكأنه لم يرنى منذ سنين ، ذلك لأنه لم يكن يظن أننى سأحضر بالفعل من بنى سويف للمشاركة فى جلسته الأسبوعية ثم العودة مرة أخرى ، وسألنى : ألا تجد مشقة فى الحضور والعودة ؟! وكنت أجيبه بأننى أجد سعادة بالغة ، ولذة لاأجدها فى أية متعة أخرى 0وكان هذا حقيقياً 0وأعتقد أن هذا كان وراء الاحتفاء بى المستمر طوال الجلسة 0
بعد وصوله بحوالى نصف ساعة يبدأ وصول رفاق الجلسة تباعا ، ولاتأتى العاشرة إلا ويكون قد اكتمل عقدهم ، وكانوا عبارة عن خلاصة مثقفى ومبدعى مصر ، وهنا تتحول الجلسة إلى صالون يشبه صالون العقاد 0 وكنا نقضى حوالى ثلاث ساعات فى الاستماع إلى آخر ماأنتجته عقول هؤلاء المبدعين الأفذاذ من شعر وقصة وخلافه بالإضافة إلى المناقشات الأدبية الرائعة 0ولاأنسى يوم أن عرضت عليه إحدى قصصى ، وكنا بمفردنا قبل وصول الرفاق ، وكيف فرح بها جداً ، وأبدى بعض الملاحظات المهمة ، وبعد حضور الرفاق أصر على أن اعيد قراءة القصة عليهم مرة أخرى 0
فى إحدى الجلسات فوجئت به يسألنى عن الشاعر الكبير محمد سلطان لطيف ابن بنى سويف ويقول : هل تعرفه ؟ وأجبته : نعم بالطبع فهو من أشعر شعراء بنى سويف 00وإذا به يكمل : ومن أشعر شعراء مصر أيضاً 00واكتشفت أن هناك صداقة وطيدة بين الإثنين وإعجاب متبادل أيضا 0وكان الدكتور القط يحرص دائما على إهدائه مؤلفاته ومازال الأستاذ محمد سلطان يحتفظ بها حتى الآن 0
هواية التصوير
كما ذكرت ، فقد كنا نجلس بمفردنا فى الكازينو مدة لاتقل عن نصف ساعة قبل حضور باقى الرفاق ، وفى إحدى هذه المرات وجدته يخرج من حقيبته الصغيرة صورة فوتوغرافية فى حجم كف اليد ، ويقدمها لى قائلا : هل تستطيع أن تعرف صورة أى شئ هذه ؟ 00 تناولت الصوره ونظرت ودققت النظر ، لكننى لم أستطع أن أحدد ، إنها تصور شيئا يشبه الشعب المرجانية ، أو خيوط العنكبوت ، لكنه قال لى : لاهذا ولاذاك 00حاولت أن أصل لحقيقة مافى الصورة ، لكن باءت كل محاولاتى بالفشل 0ضحك هو أخيراً وقال : إن ماتراه فى الصورة هى تلك الترسبات التى وجدتها بالبانيو فى حمام منزلى ، وأغرتنى خطوطها الهندسية العجيبة بالتقاط هذه الصورة لها بكاميرا التصوير الخاصة بى ، وعلمت بعدها أن هوايته الكبرى بعد الأدب هو فن التصوير ، وهو يعد بحق مصورا فذا محترفا 0
الرجل النبيل (جنتلمان )
الدكتور عبد القادر القط كان مثالاً للرجل النبيل ، دمث الخلق وهو مايطلقون عليه فى اللغة الانجليزية " جنتلمان " طريقة حديثه للآخرين ، أسلوب تعامله مع مرؤسيه ، نظراته الحانية للأدباء الصغار أو المبتدئين أثناء إسدائه النصح لهم ، تعامله مع النادل الذى يحمل إلينا المشروبات فى الكازينو ، حكمته فى إدارة العلاقات مع الجميع ، رقته البادية مع كل من حوله 0كل ذلك كان يشهد بأنه رجل شديد الرقى ، لذلك كان محبوبا من كل الناس ، فى كل مكان0
أذكر أننى لظروف طارئة تخلفت عن حضور صالونه الأدبى بكازينو غرناطة ، فإذا بى فى مساء نفس اليوم أسمع رنين الهاتف فى منزلى ، وأجد صوت زوجته بلهجته الرقيقة ، ولكنته الأجنبية تقول: الأستاذ ِسماعيل ؟ قلت فى سرعة وقلبى يدق ، لأننى أعرفها : نعم أنا 00قالت : الدكتور يريد التحدث اليك ، ثم سمعت صوت الدكتور القط يقول: أستاذ ِسماعيل هل أنت بخير ؟
أجبته : نعم والحمد لله 00فقال : الحمد لله فقط كنت أريد الاطمئنان عليك ، لأنك تخلفت عنا اليوم ، وافتقدناك كثيراً 00شكرته ووعدته أننى بإذن الله سأكون موجودا فى الصالون القادم0
بعد هذه المكالمة ظللت فى نشوة ودهشة فترة غير قصيرة ، فلم أعتقد أن هذا الرجل يذكر غيابى عن مجلسه مع كثرة الحاضرين ثم يهتم بى لدرجة اتصاله من تليفون منزله لمجرد الاطمئنان 0
فى النهاية أقول : الدكتور عبد القادر القط كان رجلاً يندر تكراراه فى حياتنا الثقافية ، وفقدنا برحيله عن عالمنا نموذجا من النماذج القليلة للأصالة ، والشهامة ، وحب الخير للجميع ، رحمه الله رحمة واسعة 0