الأربعاء، 6 يناير 2010

الباحثة عن السراب


بقلم / محمد حافظ هاشم
جلست فى بيت والدها بعد أن غادرت بيتها بقرار عدم العودة إلى حياة الشح المادى والعاطفى 0
كانت طوال حياتها تنتظر عريسا ً رومانسياً يجيد التعبير عن عواطفه وكان هو حين تقدم لخطبتها نموذجاً للرومانسية لدرجة أنه قطع شرايين يده حين علم برفضها له ، بعدما أنجبت طفلها الأول تحول زواجهما الرومانسى إلى زواج تقليدى 0
كثيراً مانصحها والدها ألا تغرقه بأجمل المشاعر كلما دخل أو خرج ، وأن الحب أشبه بنبتة خضراء تحتاج إلى القليل من الماء حتى تحيا فإذا أغرقناها بالماء ماتت0
بذلت مافى وسعها دون جدوى لإقناعه بالحفاظ على علاقتهما وحمايتها من الفتور الناتج عن عدم تعبيره عن عواطفه نحوها وتخليه عن اليد المغلولة إلى عنقه ولكن دون جدوى 0
حاول بعض الأصدقاء التدخل فلم توافق ، إذ سبق أن تدخل آخرون ولم يف بوعده لهم ، مبدأه قليل من الغذاء وكثير من شراء الأرض والبناء ، لايهتم بالملبس والمظهر بينما ذلك عندها فى المرتبة الأولى 0
بسبب الأولاد تتردد حالياً فى طلب الطلاق ، ومن باب تجنب الندم مستقبلاً ، تركت له حريه إتخاذ القرار
هى تعلم أن كلاًمنهما حتما سيتزوج وبالتالى سيلقى الأولاد أسوأ مصير ، وهذا مالا تقبله لكنها فقدت كل الأمل فى أن يتغير إلى الأفضل ، الصراع صعب ومرير أفقدها القدرة على النوم ، تحلم أحياناً بأن تصادف الأنسان الأفضل الذى يشبع إحتياجها الرومانسى ، لكنها تخشى ألا يتقبل أولادها ، وتتحول حياتها إلى جحيم من نوع جديد ، وأحيانا تتخيله وقد تزوج من إمرأه لاترعى الله فى أولادها فينتابها الرعب على فلذات كبدها 0
كلما نظرت فى عينى أحد أولادها داهمتها تلك التوقعات ، مزقت كلمات ولدها الأكبر قلبها حين قال لها يوما : مش هنروح بقى ياماما بيتنا ونقعد مع بعض إحنا أنت وبابا ؟ !
ماأقسى الصراع حين يكون الخيار بين بديلين كلاهما مر ،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق