كلمة لبلدى "
كيف حال مريضكم " ؟
بقلم / إسماعيل بكر
فى البداية أرجو من عزيزى القارئ أن يغفر لى موضوع هذا المقال ، فهو من المقالات القليلة جدا التى يخرج موضوعها عن الخط الذى أسير عليه ، وهو ارتباط كل مقالاتى ببنى سويف ارتباطا وثيقا ، وعذرى أن موضوع هذا المقال يرتبط ارتباطا وثيقا بالحياة ، والأقدار0 منذ أيام قلائل فوجئنا بأحد أشقاء زوجتى يتم نقله إلى إحدى المستشفيات الخاصة ، حيث فاجأته نوبة مرضية شديدة ، وفى المستشفى تقرر إدخاله فورا إلى غرفة العناية المركزة (الإنعاش) ، فى المساء كانت عائلة زوجتى على بكرة أبيها مجتمعة أمام غرفة الإنعاش ، الكل يريد أن يشاهد المريض ويطمئن عليه ، وسمح لهم الأطباء بالزيارة ، لكن الدخول على دفعات وكل دفعة لاتزيد عن ثلاثة أفراد ، وهنا تولى الأخ الأكبر فى العائلة تنظيم عملية الدخول ، فبدأ بأولاد المريض وزوجاتهم ، ثم الأخوات النساء وأزواجهن وأولادهن ، ثم الإخوة الرجال ، ثم الأقرباء كل حسب درجة القرابة 0 استطاع الأخ الأكبر أن ينظم هذا الموضوع الذى كنت أراه غاية فى الصعوبة ، وذلك بما يتمتع به من حيوية ، وذكاء ، وخفة دم ، وغادر الجميع المستشفى وهم مطمئنون على مريضهم ، ومعجبون بالأخ الأكبر وحسن تصرفه ، فقد كان يداعب الجميع ويرفع معنوياتهم ، حتى أخيه المريض نفسه كان يداعبه ، وأقنعه بأن الخطر زال ، وأنه سيغادر المستشفى فى اليوم التالى ، فى نفس الليلة ، وبعد منتصف الليل ، تلقت زوجتى مكالمة تليفونية من أحد أشقائها يخبرها بوفاة شقيقهم ، صرخت زوجتى وهى تقول : لقد كانت حالته مستقرة ، وتبشر بمزيد من التحسن ، فماذا جرى ؟! لكن شقيقها عاجلها بقوله : لاليس أخونا المريض ، بل الذى مات هو شقيقنا الأكبر ، فقد أصابته نوبه قلبية مفاجأة فى المنزل ، ومات قبل أن يستطيعوا نقله للمستشفى0 فى الصباح كان الشقيق نزيل غرفة الإنعاش يغادرها إلى منزله ، وكان الشقيق الأكبر يغادر منزله إلى المقابر حيث مثواه الأخير 0 هذه حال الدنيا ، ولعلنا نتعظ ، وتذكرت حكمة القدماء المتمثلة فى أمثالهم ، عندما استحضرت المثل القائل " كيف حال مريضكم ، قالوا سليمنا مات " 0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق