"ابن قرية شنرا،الكاتب العالمي لأدب الطفل"
"عبد التواب يوسف"
"طائر الحب"
عندما أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب أول كتاب لي وهو مجموعة قصص بعنوان "طائر الحب"،فوجئت "بعبد التواب يوسف" يتصل بي من القاهرة مهنئا بصدور الكتاب0شكرته وأخبرته أنني في القريب العاجل سأكون عنده حاملا له نسخته التي تحمل إهداء مني إليه0فإذا به يجيبني قائلا:"يا صديقي أنا لم أستطع الانتظار وقمت بشراء الكتاب من هنا،ولتحضر لي أنت النسخة الهدية علي مهلك0وبعد أيام قلائل،وجدته يتصل بي مرة أخري،ويطلب مني أن أستمع إلي البرنامج الإذاعي الشهير "قرأت لك" الذى تقدمه الإذاعية الشهيرة"هالة الحديدي" من إذاعة البرنامج العام بالراديو00تتبعت البرنامج في موعده المحدد،وإذا بي أفاجأ بأن إحدى الحلقات مخصصة لكتاب "طائر الحب" وتقول المذيعة:"حلقة اليوم من قرأت لك تتناول كتاب طائر الحب،للأديب إسماعيل بكر،كتب هذه الحلقة الأستاذ عبد التواب يوسف"0
لم أكن لأصدق أذني لولا أن الجالسين معي يسمعون ما أسمع،وانطلقت المذيعة علي مدى عشرين دقيقة تقرأ أحلي ما سمعته من نقد وتحليل عن الكتاب سواء بالسلب أو الإيجاب ،فلقد كان "عبد التواب يوسف"منصفا وصادقا ومعلما0
"كان أبي معلما"
من بين الكتب التي كتبها "عبد التواب يوسف" للكبار كتاب أعتز به كثيرا وهو كتاب "كان أبي معلما"وذلك لسببين الأول هو موضوعه الرائع ثانيا لأنه يحمل إهداء لي بخط يده 0لذلك فإنني وجدت نفسي أقوم بتلخيص الكتاب تلخيصا وافيا غير مخل،وذلك حتى أستطيع أن أعود إليه وألم بموضوعه في أسرع وقت وعندما أريد0وفي زيارة الأستاذ "عبد التواب لبني سويف،دعوته لزيارة منزلي المتواضع،شرفني بقبول الدعوة،وبالطبع كانت جلستنا داخل حجرة مكتبي التي تعد تماما منعزلة عن شقتي ، والتي أقضي فيها كل وقتي تقريبا0وبعد كثير من الحديث الرائع معه-فهو بحق من أفضل المتحدثين الذين صادفتهم علي الإطلاق-أخبرته بموضوع التلخيص الذي كتبته للكتاب،فوجئت به يسعد جدا،ويطلب مني أن أقرأ عليه بعضا منه،وبالفعل قرأت له تلخيص فصلين أو ثلاثة، فكانت بحق سعادته غامرة وهنأني كثيرا علي هذا الجهد0
"مدرسة النيل الابتدائية"
في أحدي المفاجآت الجميلة التي يحملها لي دائما الأستاذ عبد التواب،كنت أجلس في منزلي،حيث دق جرس التليفون،وعندما تأكدت أن المكالمة من داخل المحافظة وليست من محافظة أخري ،ذهبت في تكاسل إلي التلفون ورفعت السماعة ،وفجأة أجد أذني تستقبل صوت "عبد التواب يوسف" الجميل،كيف هذا؟ !! "عبد التواب يوسف" في بني سويف دون أن أعرف أنا!! 00وعندما أحس بدهشتي سارع بتوضيح الأمر قائلا:"لا تندهش يا صديقي،نعم أنا هنا في بني سويف،لكن لا أحد يعلم بذلك،وأنت أول من يعرف الآن 0
قلت وأنا مازلت تحت تأثير المفاجأة:وأين أنت الآن؟
قال :"أنا هنا بفندق سميراميس0
بعد دقائق كنت أجلس معه بالفندق،حيث أخبرني أنه جاء خصيصا لزيارة أماكن ترتبط عنده بذكريات غالية،وكذلك بعض الأصدقاء القدامى،لذلك أراد أن تكون هذه الزيارة خاصة جدا،ولا يعلم بها سواي ومن يزورهم فقط،ورفض تماما أي اقتراح منى باستغلال هذه الزيارة في أي عمل عام0وطلب مني عدم أخبار أي شخص بوجوده بالفندق،حتى ينعم بليلة هادئة00وافقت بالطبع،وبعد سهرة جميلة بالفندق أصر هو علي تحمل كل تكلفتها ،ودعته علي أن نلتقي في السابعة من صباح الغد ، وعندما أبديت قلقي من موضوع السابعة صباحا هذا ،أبتسم قائلا أنه يستيقظ دائما من نومه الساعة الرابعة صباحا ، وبعد صلاة الفجر يبدأ في القراءة أو الكتابة 0 ثم قال إنه علي استعداد أن يبدأ جولته الصباحية بدوني،لكنني سلمت أمري لله ووافقت علي موعد السابعة صباحا هذا0في الموعد المحدد وصلت لأجده مرتديا كامل ملابسه ويجلس في مطعم الفندق يتناول طعام إفطاره0
انطلقنا سويا لزيارة أماكنه الخاصة التي كان أولها ميدان مولد النبي ،حيث انطلق يحكي لي عن ذكريات صباه في هذا الميدان،وعن مباريات كرة القدم التي كانوا يقيمونها وكان هو أحد فرسانها،فلقد كان لاعب كرة لا يشق له غبار0ثم فوجئت به يتوقف عن الحديث ويوجه لي سؤالا :"هل تعرف مدرسة النيل الابتدائية ؟"0
أجبته علي الفور :"طبعا أعرفها"00فأطلق سؤالا جديدا:"هل ما تزال موجودة في مكانها؟"0
أجبته :"نعم"0
فإذا به يقول:"إذن هيا نذهب إليها"0
في الطريق إلي المدرسة،وقبل أن أطلق أسئلتي قال :"لقد كنت طالبا في مدرسة النيل الإبتدائية في طفولتي،لذلك أحتفظ لها بذكريات عزيزة،وأتمني أن أراها مرة أخري "00قلت:"ما الذي يجعلك تظن أنها لم تعد موجودة بمكانها؟"00قال:"أنها كانت عبارة عن قصر لسكن أحد باشاوات العهد الماضي،فكنت أظن أنه تهدم أو شئ من هذا القبيل "00قلت له:"لا إنه مازال صامدا كما هو"0
وصلنا إلي المدرسة،علي بابها توقف، ولم يدخل إلا بعد أن ملأت عينيه نظرة فرح مشتاقة00دخلنا إلي مكتب مدير المدرسة،وكنت من الشخصيات المعروفة في هذه المدرسة،فهب المدير مرحبا بي،ولما عرفته علي الأستاذ "عبد التواب يوسف" ،فوجئ أولا ثم أبدي ترحيبا كبيرا مع فرحته بالزيارة،ولما عرف السبب الحقيقي للزيارة زادت فرحة المدير،وأخذ يقدمه لكل مدرس يدخل إلي مكتبه 00بعد أن قام المدير بواجب الضيافة،طلب الأستاذ "عبد التواب" أن يذهب لمشاهدة الفصل الذي كان يجلس به ،وذهبنا مع المدير وكوكبة من المدرسين،وكان يحفظ الطريق جيدا،وعلي باب الفصل وقف يشير إلي المقعد الذي كان يجلس فيه،ثم اندفع داخل الفصل الذي كان خاليا،وجلس في المقعد،ثم
أخرج من حقيبة صغيرة كان يحملها كاميرا وطلب مني أن ألتقط له صورة وهو في جلسته هذه،بالفعل التقطت ثلاث صور،ثم خرجنا من الفصل لنجد شبه مظاهرة من كل العاملين بالمدرسة ،فلقد انتشر خبر وجود "عبد التواب يوسف" في المدرسة،وظلت مظاهرة الحب هذه مصاحبة لنا حتى ودعتنا عند انصرافنا علي باب المدرسة0 وبالفعل لقد صدق توقع "عبد التواب يوسف"بالنسبة لمبني المدرسة ، حيث أنه الآن قد أصابه الهرم ،وتم إخلاء المدرسة منه ونقلها إلي مكان آخر ،وأصبح الآن مبني مدرسة النيل الابتدائية مجرد مخزن ضمن مخازن وزارة التربية والتعليم في بني سويف 0هذه مقتطفات شديدة الإيجاز من علاقة طويلة متينة مستمرة مع ابن قرية شنرا ،مركز الفشن ،ابن بلدي الكاتب العالمي،والصديق العزيز الأستاذ"عبد التواب يوسف" ،أطال الله في عمره ،ومتعه بكامل الصحة والإبداع
"عبد التواب يوسف"
"طائر الحب"
عندما أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب أول كتاب لي وهو مجموعة قصص بعنوان "طائر الحب"،فوجئت "بعبد التواب يوسف" يتصل بي من القاهرة مهنئا بصدور الكتاب0شكرته وأخبرته أنني في القريب العاجل سأكون عنده حاملا له نسخته التي تحمل إهداء مني إليه0فإذا به يجيبني قائلا:"يا صديقي أنا لم أستطع الانتظار وقمت بشراء الكتاب من هنا،ولتحضر لي أنت النسخة الهدية علي مهلك0وبعد أيام قلائل،وجدته يتصل بي مرة أخري،ويطلب مني أن أستمع إلي البرنامج الإذاعي الشهير "قرأت لك" الذى تقدمه الإذاعية الشهيرة"هالة الحديدي" من إذاعة البرنامج العام بالراديو00تتبعت البرنامج في موعده المحدد،وإذا بي أفاجأ بأن إحدى الحلقات مخصصة لكتاب "طائر الحب" وتقول المذيعة:"حلقة اليوم من قرأت لك تتناول كتاب طائر الحب،للأديب إسماعيل بكر،كتب هذه الحلقة الأستاذ عبد التواب يوسف"0
لم أكن لأصدق أذني لولا أن الجالسين معي يسمعون ما أسمع،وانطلقت المذيعة علي مدى عشرين دقيقة تقرأ أحلي ما سمعته من نقد وتحليل عن الكتاب سواء بالسلب أو الإيجاب ،فلقد كان "عبد التواب يوسف"منصفا وصادقا ومعلما0
"كان أبي معلما"
من بين الكتب التي كتبها "عبد التواب يوسف" للكبار كتاب أعتز به كثيرا وهو كتاب "كان أبي معلما"وذلك لسببين الأول هو موضوعه الرائع ثانيا لأنه يحمل إهداء لي بخط يده 0لذلك فإنني وجدت نفسي أقوم بتلخيص الكتاب تلخيصا وافيا غير مخل،وذلك حتى أستطيع أن أعود إليه وألم بموضوعه في أسرع وقت وعندما أريد0وفي زيارة الأستاذ "عبد التواب لبني سويف،دعوته لزيارة منزلي المتواضع،شرفني بقبول الدعوة،وبالطبع كانت جلستنا داخل حجرة مكتبي التي تعد تماما منعزلة عن شقتي ، والتي أقضي فيها كل وقتي تقريبا0وبعد كثير من الحديث الرائع معه-فهو بحق من أفضل المتحدثين الذين صادفتهم علي الإطلاق-أخبرته بموضوع التلخيص الذي كتبته للكتاب،فوجئت به يسعد جدا،ويطلب مني أن أقرأ عليه بعضا منه،وبالفعل قرأت له تلخيص فصلين أو ثلاثة، فكانت بحق سعادته غامرة وهنأني كثيرا علي هذا الجهد0
"مدرسة النيل الابتدائية"
في أحدي المفاجآت الجميلة التي يحملها لي دائما الأستاذ عبد التواب،كنت أجلس في منزلي،حيث دق جرس التليفون،وعندما تأكدت أن المكالمة من داخل المحافظة وليست من محافظة أخري ،ذهبت في تكاسل إلي التلفون ورفعت السماعة ،وفجأة أجد أذني تستقبل صوت "عبد التواب يوسف" الجميل،كيف هذا؟ !! "عبد التواب يوسف" في بني سويف دون أن أعرف أنا!! 00وعندما أحس بدهشتي سارع بتوضيح الأمر قائلا:"لا تندهش يا صديقي،نعم أنا هنا في بني سويف،لكن لا أحد يعلم بذلك،وأنت أول من يعرف الآن 0
قلت وأنا مازلت تحت تأثير المفاجأة:وأين أنت الآن؟
قال :"أنا هنا بفندق سميراميس0
بعد دقائق كنت أجلس معه بالفندق،حيث أخبرني أنه جاء خصيصا لزيارة أماكن ترتبط عنده بذكريات غالية،وكذلك بعض الأصدقاء القدامى،لذلك أراد أن تكون هذه الزيارة خاصة جدا،ولا يعلم بها سواي ومن يزورهم فقط،ورفض تماما أي اقتراح منى باستغلال هذه الزيارة في أي عمل عام0وطلب مني عدم أخبار أي شخص بوجوده بالفندق،حتى ينعم بليلة هادئة00وافقت بالطبع،وبعد سهرة جميلة بالفندق أصر هو علي تحمل كل تكلفتها ،ودعته علي أن نلتقي في السابعة من صباح الغد ، وعندما أبديت قلقي من موضوع السابعة صباحا هذا ،أبتسم قائلا أنه يستيقظ دائما من نومه الساعة الرابعة صباحا ، وبعد صلاة الفجر يبدأ في القراءة أو الكتابة 0 ثم قال إنه علي استعداد أن يبدأ جولته الصباحية بدوني،لكنني سلمت أمري لله ووافقت علي موعد السابعة صباحا هذا0في الموعد المحدد وصلت لأجده مرتديا كامل ملابسه ويجلس في مطعم الفندق يتناول طعام إفطاره0
انطلقنا سويا لزيارة أماكنه الخاصة التي كان أولها ميدان مولد النبي ،حيث انطلق يحكي لي عن ذكريات صباه في هذا الميدان،وعن مباريات كرة القدم التي كانوا يقيمونها وكان هو أحد فرسانها،فلقد كان لاعب كرة لا يشق له غبار0ثم فوجئت به يتوقف عن الحديث ويوجه لي سؤالا :"هل تعرف مدرسة النيل الابتدائية ؟"0
أجبته علي الفور :"طبعا أعرفها"00فأطلق سؤالا جديدا:"هل ما تزال موجودة في مكانها؟"0
أجبته :"نعم"0
فإذا به يقول:"إذن هيا نذهب إليها"0
في الطريق إلي المدرسة،وقبل أن أطلق أسئلتي قال :"لقد كنت طالبا في مدرسة النيل الإبتدائية في طفولتي،لذلك أحتفظ لها بذكريات عزيزة،وأتمني أن أراها مرة أخري "00قلت:"ما الذي يجعلك تظن أنها لم تعد موجودة بمكانها؟"00قال:"أنها كانت عبارة عن قصر لسكن أحد باشاوات العهد الماضي،فكنت أظن أنه تهدم أو شئ من هذا القبيل "00قلت له:"لا إنه مازال صامدا كما هو"0
وصلنا إلي المدرسة،علي بابها توقف، ولم يدخل إلا بعد أن ملأت عينيه نظرة فرح مشتاقة00دخلنا إلي مكتب مدير المدرسة،وكنت من الشخصيات المعروفة في هذه المدرسة،فهب المدير مرحبا بي،ولما عرفته علي الأستاذ "عبد التواب يوسف" ،فوجئ أولا ثم أبدي ترحيبا كبيرا مع فرحته بالزيارة،ولما عرف السبب الحقيقي للزيارة زادت فرحة المدير،وأخذ يقدمه لكل مدرس يدخل إلي مكتبه 00بعد أن قام المدير بواجب الضيافة،طلب الأستاذ "عبد التواب" أن يذهب لمشاهدة الفصل الذي كان يجلس به ،وذهبنا مع المدير وكوكبة من المدرسين،وكان يحفظ الطريق جيدا،وعلي باب الفصل وقف يشير إلي المقعد الذي كان يجلس فيه،ثم اندفع داخل الفصل الذي كان خاليا،وجلس في المقعد،ثم
أخرج من حقيبة صغيرة كان يحملها كاميرا وطلب مني أن ألتقط له صورة وهو في جلسته هذه،بالفعل التقطت ثلاث صور،ثم خرجنا من الفصل لنجد شبه مظاهرة من كل العاملين بالمدرسة ،فلقد انتشر خبر وجود "عبد التواب يوسف" في المدرسة،وظلت مظاهرة الحب هذه مصاحبة لنا حتى ودعتنا عند انصرافنا علي باب المدرسة0 وبالفعل لقد صدق توقع "عبد التواب يوسف"بالنسبة لمبني المدرسة ، حيث أنه الآن قد أصابه الهرم ،وتم إخلاء المدرسة منه ونقلها إلي مكان آخر ،وأصبح الآن مبني مدرسة النيل الابتدائية مجرد مخزن ضمن مخازن وزارة التربية والتعليم في بني سويف 0هذه مقتطفات شديدة الإيجاز من علاقة طويلة متينة مستمرة مع ابن قرية شنرا ،مركز الفشن ،ابن بلدي الكاتب العالمي،والصديق العزيز الأستاذ"عبد التواب يوسف" ،أطال الله في عمره ،ومتعه بكامل الصحة والإبداع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق