الأربعاء، 2 يونيو 2010

(كلمة لبلدي )

( أرخصوها بالترك )

بقلم/ إسماعيل بكر

في عهد الخليفة عمر بن الخطاب , ثاني الخلفاء الراشدين , وأثناء حكمة , حدثت أزمة في تربية الماشية , فقلت الذبائح , وبالتالي ارتفع سعر اللحوم 0وكان من عادة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أن يمر بنفسه في الأسواق ليتابع حركة البيع والشراء , ويطمئن علي أن الأمور في نصابها الصحيح 0 وعندما مر علي أحد بائعي اللحوم التي كان سعرها مرتفعاً عن المعتاد , ولا يقبل علي شرائها إلا الموثرين من الرعية 0 وجد أحدهم يشتري كمية كبيرة تزيد عن قوت يومه ولما سأله عن السبب , قال الرجل يا أمير المؤمنين أخشي أن يزيد سعرها غداً فلا أستطيع شراءها 00 وهنا غضب عمر بن الخطاب وضرب الرجل بالدرة التي في يده – وهي عصا كان يحملها – وقال قولته الشهيرة يأيها الناس " أرخصوها بالترك " 0 أي اتركوها ولا تقبلوا علي شرائها فيرخص سعرها 00 وما أحوجنا نحن اليوم إلي العمل بتلك النصيحة الغالية من أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب , خاصة وأن اللحوم اليوم لم يرتفع سعرها بشكل طبيعي ,بل بشكل جنوني , فمن يصدق أن كيلو اللحم في بني سويف يصل إلي خمسة وأربعين جنيهاً , وذلك في خلال فترة وجيزة جداً , واعتقد أن ذلك الارتفاع في سعر اللحوم له سبب أساسي رغم تعدد الأسباب وهذا السبب هو تخاذلنا المهين أمام جشع الجزارين 0 وليس أدل علي ذلك من إنك تري الجزار يكتب الثمن الذي يحدده هو علي دكانه , وعندما تذهب للشراء تفاجأ به يطلب منك أكثر من المكتوب بجنيهين أو ثلاثة , وإذا تمسكت بالسعر المكتوب , فإما أن يرفض البيع لك , أو يعطيك نصف اللحم شغتا لا يؤكل , وهنا لا تجد أمامك سوي الرضوخ لطمع الجزار 0 فهل يوجد فينا من يرفض الشراء؟ لا أعتقد , وهنا يزداد الطمع ويشتد الجشع طالما نحن نتخاذل ونرضخ 0 فلماذا نقبل هذه الإهانات ؟ ولماذا نصر علي أكل اللحوم ؟ إن هناك العديد مما يعوضنا عن أكلها , وكلنا نعرف ذلك جيدا , واقسم لكم بأننا لو وقفنا جميعاً وقفة رجل واحد وامتنعنا عن شراء اللحم لمدة شهر واحد لهبط سعرها أكثر من عشرة جنيهات 00 يا من تملكون المال ارحموا الفقراء بامتناعكم عن شراء اللحم , حتى يصبح سعره في متناول الجميع 0 إن مقاطعة اللحوم نجحت نجاحاً باهراً في العديد من المحافظات , ونحن في بني سويف لسنا أقل منهم وعياً 00 وتذكروا دائماً قول الفاروق عمر " أرخصوها بالترك" 0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق